مراجعة وتدقيق: ضيدان آل سفران
يواجه الأطفال ممن لديهم توحد تحديات خلال فترة التعلم من المنزل جراء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). ويتعلم هؤلاء الأطفال بطريقة تختلف عن أقرانهم.
فقد يواجهون صعوبة في حل واجباتهم بمفردهم وتنظيم وقتهم. كما قد يواجهون صعوبة في تكليفات الكتابة أو التكاليف المتعلقة باللغة والتواصل.
يربط الأطفال الذين لديهم توحد بعض المهمات بأماكن معينة. وهذا يعني أنهم قد يرفضون أداء الأعمال الصفية في المنزل. وقد تزداد مراحل التوتر، والتي عادة ما تكون مرتفعة لدى هؤلاء الأطفال، ولكنها تزيد أكثر في هذه الحالة بسبب التغييرات في الروتين اليومي أو بسبب حالة عدم اليقين تجاه ما يجب أن يتعلموه.
تعد بعض النصائح لتدريس طفلك من المنزل مثل تهيئة المكان للتعلم وخلق روتين يومي للدراسة والاطلاع على الموارد المتوفرة في المنهج الدراسي جميعها أفكارًا جيدة. ولكن قد يحتاج آباء الأطفال من ذوي التوحد طرقًا أخرى.
تشير الدراسات التي تناقش المشكلات التي يواجهها الطلاب من ذوي التوحد عند تلقيهم التعليم عن بعد (أي أنهم ملتحقين بمدراس ولكن لا يرتادونها مؤقتًا) أو عند حل واجباتهم، إلى وجود عدة طرق مفيدة قد تساعد آبائهم وهي:
1.ضع خطة لأداء الواجبات
يحتاج الطلاب الذين يتلقون التعليم من منازلهم إلى الانخراط في المهام التعليمية بمفردهم مثل حل أوراق العمل أو تكاليف الكتابة، وهذا يشبه ما يكلفه المعلم من واجبات مدرسية ليحلها الطلاب.
ولكن عادة ما يواجه الأطفال من ذوي التوحد صعوبة في حل الواجبات ويجدونها صعبة ومثيرة للإحباط ومعقدة.
كما قد يشعر الآباء بالتشتت عند مساعدة أطفالهم في أداء واجباتهم إذا كان التواصل مع المعلم محدودًا أو إن لم يوضح المعلم الأمر جيدًا. أو قد يحتاج الأطفال أخذ فترات للراحة وقد يكونون غير قادرين على إنهاء جميع واجباتهم.
تزيد هذه المشكلات من قلق الطفل وقد تؤدي إلى انهيار الطفل وإثارة الخلافات بين الأطفال وآبائهم. وأظهرت الأبحاث بأن وضع خطة لأداء الواجبات قد يساعد على حل هذه المشاكل.
يخبر المعلم بوضوح الوالدين ما يحتاج الطالب تعلمه وأهم المهام التي يجب إعطائها الأولوية عند مشاركته لخطة الواجبات المطلوبة من الطالب.
بمجرد معرفة الوالدين المهارات والمعلومات التي يجب على طفلهم تعلمها، يمكنهم تحديد كمية وطبيعة المهام لتلائم احتياجات الطفل.
فمثلًا، يحدد المعلم في خطة الواجبات بأنه يجب أن يكون الطفل قادر على شرح معلومات عن المستوطنين الأوائل في نهاية المهمة، وقد يرى الوالدين مدى صعوبة كتابة مقال كامل على طفلهم.
وفي تلك الحالة يمكن للوالدين تعديل المهمة فيستخدم الطفل الدمى ليخبر القصة ويمثلها.
قد يكون مقلقًا للأطفال من ذوي التوحد التفكير بما يدور في عقل شخص آخر. وقد يزيل استخدام أداة خارجية كدمية لإخبار قصة شخص آخر هذا التوتر.
2.استخدم اهتمامات طفلك الخاصة
ينشغل الأطفال من ذوي التوحد باهتماماتهم الخاصة لتهدئة أنفسهم. فإن الاهتمامات والمهارات الخاصة تساعدهم على تقليل توترهم خاصة خلال فترة الحجر الصحي.
أثبتت الابحاث بأن دمج اهتمامات الطالب في عملية التعليم قد يساعد الطفل الذي لديه توحد على تعلم مهارات أكاديمية واجتماعية. فعلى سبيل المثال، يستطيع المعلم أن يساعد طفل يحب مكعبات ليغو على تعلم مهارات الرياضيات مثل الكسور والقياس.
كما تزيد من التزام الطالب في المهام التعليمية حيث يكون التعلم خلال ممارسة نشاط يهمهم.
يستطيع الوالدين مساعدة الطفل على دراسة العديد من المواد الدراسية باستخدام اهتمامات أطفالهم الخاصة. وعلى سبيل المثال، يستطيع طفل مهتم بالفضاء العمل على مشروع عن العلماء الذين اكتشفوا المجموعة الشمسية (وهذا يتعلق بمادة التاريخ) والكتابة عن أهمية استكشاف الفضاء (وهذا يتعلق بمادتي اللغة والعلوم) وتصميم محطة فضاء جديدة (وهذا يتعلق بمادتي الرياضيات والفنون).
3.استخدم التقنية
يساعد استخدام التقنية في عملية التعليم الطفل على تعلم مهارات عدة. كما تساعدهم على فهم متطلبات المهام والتعبير عما يقلقهم وإنهاء المهمات.
يعد استخدام التطبيقات طريقة سهلة للاستفادة من التقنية فهي سهلة الوصول إليها و غير باهظة الثمن. وتعمل التطبيقات على تحفيز الطلاب ذوي التوحد حيث أنها تعرض المعلومات وتقدمها بطرق تلائم المتعلمين الذين يفضلون المحتوى المرئي.
أثبتت الأبحاث بأن التطبيقات فاعلة في مساعدة أطفال من ذوي التوحد على تعلم اللغة والقراءة والكتابة والحساب. كما يمكن استخدام التطبيقات لإنشاء جداول وقوائم المهام وبطاقات تعلم الكلمات.
يزود دليل التطبيقات التعليمية للتوحد والتعليم Learning App Guide to Autism and Education الآباء بتقييمات مجموعة تطبيقات مصنفة بناء على المهارات والفئات العمرية. ويستطيع الآباء اختيار المجموعة المتعلقة بتعليم القراءة والكتابة والعثور على تطبيقات لتدريس أطفال الصفوف الأولية التهجي.
4-اعثر على طرق لتمكن طفلك من التواصل مع الآخرين
بالرغم من أن الأطفال من ذوي التوحد عادة ما يواجهون صعوبة في المواقف الاجتماعية، إلا أن الكثيرين يخبرون بأن دعم الزملاء قد يساعد على جعل المدرسة تجربة أكثر إيجابية. يمكن أن يقدم الزملاء والأصدقاء التشجيع أو المعلومات عن التكاليف التعليمية خلال فترة الحجر الصحي بسبب كوفيد-19، وقد يقلل هذا من الشعور بعدم التيقن ويزيد من ثقة الطالب.
يعد التواصل مع الزملاء باستخدام الانترنت أكثر ملائمة للأطفال من ذوي التوحد حيث أنه يقلل من المشتتات ولا يتطلب استخدام اللغة بكثرة.
يمكن للأطفال استخدام البرامج مثل (Discord) أو (Google Hangouts) للحديث مع زملائهم ولعب الألعاب والعمل معًا على حل الواجبات والتكليفات.
5.اطلب المساعدة ولكن لا تحاول فعل كل شيء
الحصول على الدعم قد يساعد الوالدين على التكيف مع مشاعر العزلة والقلق. تزود الأقسام التعليمية في تاسامنيا (Tasmania) وغرب استراليا (Western Australia) آباء الأطفال المصابين بالتوحد بالأنشطة والمنهج الدراسي، كما توفر كوينزلاند (Queensland ) طرق محددة للتعليم.
تساعد (Homeschooling Special Needs Australia )، وهي مجموعة دعم على الفيسبوك، الآباء على التواصل وتنشر روابط لمواقع إلكترونية (sites ) مخصصة لمساعدتهم خلال فترة الحجر الصحي جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.
كما يمكن للآباء استخدام هذه المواقع ليتواصلوا مع آباء آخرين. قد تقلل مجموعات الدعم هذه من توتر الآباء وتساعدهم على التواصل مع أطفالهم.